استراتيجية “اوسار مسعود ” الحماية المائية للسكان وتفليص الفوارق بجماعات سطات
نورالدين هراوي / شؤون الاستثمار
كشف الجفاف الذي ضرب المغرب هذه السنة عن واقع مخيف،وهو شح كبير في المياه،إذ تراوحت سعة حقينة اغلب سدود المملكة مابين %20 و%30،ماولد نظرة تشاؤمية،لولا االامطار الاخيرة التي أنقذت الموقف،وانعشت شيئا ما احتياط الماء لما تجاوزنا تداعيات الجفاف.
هذا الواقع دفع الحكومة الحالية إلى تبني سياسات استباقية لتفادي الاسوا،سيما ان المغرب نجح منذ عقود في سياسته المائية،وتمكن من ضمان بنية تحتية مهمة عبر نهجه سياسة بناء وإنشاء السدود.
وفي سياق خطط إنقاذ لتفادي الاسوأ،باعتبار الماء مادة اساسية لايمكن الاستغناء عنها،خصصت دورة يونيو للمجلس الاقليمي بسطات مناقشة معمقة للسياسة المائية من اجل تفادي أزمة العطش,خاصة ان أغلب سكان القرى بإقليم سطات أصبحوا يعانون نقصا حادا في الماء الصالح للشرب،بعدما جفت العيون والابار والوديان في السنوات الاخيرة التي تميزت بشبح الجفاف وقلةالامطار.

ولتدارك تأخر بعض المشاريع المائية المبرمجة ضمن الاستراتيجية الوطنية للماء، ببعض الدواوير، والقرى بالاقليم الفلاحي، وبفضل إجماع كل أعضاء المجلس الاقليمي على تخصيص ميزانية خاصة من خلال برمجة الفائض المالي،وبموافقة سلطة الوصاية التي لفتت الانتباه الى السياسة المائية وندرة المياه تبعا للسياسية الملكية في هذا الشأن ،من اجل تزويد البادية بالماء في إطار عدة مشاريع مهيكلة لتعبئة وتنظيم الواردات الماءية في ظل هذا الوضع الذي فرض على السكان الاعتماد على أنفسهم في توفير هذه المادة الحيوية بواسطة الدواب والطرق البداءية،إذ يقطعون كيلومترات من أجل الحصول على قطرة ماء تروي عطشهم وعطش بهائمهم،كما جاء في تدخلات اعضاء المجلس ،حيث الح عامل الاقلبم“أبوزيد إبراهيم “ وحث مختلف المتدخلين والفرقاء على التحرك العاجل لتلبية ضمان الحاجة المائية للسكان،وفي كل المناطق التي تعرف ازمة،او اضطراب كبير او انقطاع تام لمدد مختلفة …كما حصل مؤخرا في بعض احياء المدينة من انقطاع متكرر للماء،وبشعار “لا للتبذير” الذي كان محور مناقشة السياسة الماءية بالدورة العادية المنعقدة مؤخرا.

وإذا كانت الدورة،كشف فيها المجلس الذي يرأسه البربري والامازيغي “اوسار مسعود” عن حزب الاصالة والمعاصرة عن حقائق مهمة تخص خارطة طريق السياسة المائية، وكيف السبيل لمعالجة الاختلالات، بعدما اصبحت نذرة المياه تقترب من مؤشر اللون الاحمر، خاصة بعد ابتعاد المياه الجوفية إلى عشرات الامتار ،وعلى خلاف سلفه الذي كان يعطي الاسبقية في تذبير شؤون مجلس العمالة بسطات إلى “إخوانه” الذين أمطرهم بالعديد من المشاريع بميزانيات ومالية لايستهان بها دون تحقيق ماكان يطمح إليه تنمويا بالاقليم ،فإن “مسعود اوسار “الذي يقود الاقليم نفسه،أعلن سلكه طريقا جديدا من خلال تدبير شؤون الاقليم السطاتي الكبير ب46 جماعة،وفق مقاربة تشاركية،حيث قال“اوسار “الذي يعمل بشعار“اغرلس،اغراس”،لن اميز بين هذه الجماعة او تلك متعهدا بتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الجماعات، وتقليص فوارقها من خلال برنامج تنموي يلامس احتياجات القرى بالخصوص وطموحات السكان في إطار ماخول له القانون،وفصول التشريع الجماعي الخاص بالمجالس، من خلال تدخلاته في الدورات.