الوضعية الكارثية للمستشفيات بسطات وإغلاق بعضها يفاقم معاناة المرضى

شؤون الإستثمار

هراوي نورالدين

 

تعاني المستشفيات عموما بإقليم سطات من وضعية مزرية تنذر بكارثة حقيقية، نتيجة غياب الأطر الطبية وشبه الطبية، إلى جانب النقص الحاد في الأدوية والمعدات الأساسية، خاصة أجهزة الكشف والتشخيص، في بعض التخصصات مما ينعكس بشكل مباشر على السير العادي للمؤسسات الاستشفائية، حيث بدت الممرات شبه فارغة من الأطباء والممرضين، فيما يظل المرضى ينتظرون مواعيد طبية طويلة قد تمتد لأسابيع أو شهور، وأحيانا تتوقف نهائيا في المستشفى الاقليمي بسطات،وقد زاد الطين بلة.إغلاق مراكز صحية رغم جاهزيتها و انتهاء الأشغال والترميمات بها.

 

إن غياب تدخل فعال وحازم من وزارة الصحة، برئاسة الوزير”أمين التهراوي”، لمواجهة هذه الاختلالات، ساهم بشكل كبير في تفاقم الوضع، ما جعل السكان والمرتفقين عموما يعانون في صمت أمام غياب أبسط شروط الرعاية الصحية.

 

هذه الأزمة لا تؤثر فقط على جودة الخدمات، بل تفتح الباب أيضا أمام ارتفاع معدلات الوفيات وتدهور الحالة الصحية للمرضى الذين يضطرون للتنقل لمسافات طويلة نحو مدن أخرى قصد العلاج، كالدارالبيضاء وهو ما يثقل كاهلهم ماديا ويزيد من معاناتهم النفسية.

 

وزاد الوضع سوء إقدام الوزارة المعنية في الآونة الأخيرة على إغلاق عدد من المراكز الصحية وهدم بعضها وإعادة بناؤها وإصلاحها، كما هو الحال بالنسبة ل “مستوصف حي بام” و الذي تم إغلاقه مايقارب سنة ونصف رغم انتهاء الأشغال به، وتجهيزه بالبنية التحتية الصحية الضرورية،آلا أنه توقف عن إسداء خدمات القرب للمرضى والسكان رغم نداءات وشكاوي السكان والمتضررين دون ان يلق آذانا صاغية الشيء الذي يضطر معه المواطن آلى قطع مسافات الى مراكز صحية أخرى، رغم أنه كان المتنفس الصحي الوحيد لعدد كبير من الأسر والعائلات بالحي المذكور والاحياء المجاورة له.

 

أمام هذا الواقع المرير، وفي وقت تعالت فيه أصوات المطالب، يطالب المواطنون وجمعيات المجتمع المدني بتدخل فوري وإيجاد حلول عملية تضمن تعزيز الموارد البشرية الطبية، وتوفير التجهيزات والأدوية الضرورية، وفتح المستوصفات المنتهية من الاصلاحات حتى تستعيد المستشفيات العمومية دورها الحيوي في خدمة المواطنين، وتقريب الخدمات الصحية منهم ،وضمان حقهم الدستوري في العلاج. على حد تعبير نفس المصادر المتضررة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.