علماء يراهنون على خميرة البيرة لمواجهة السرطان

قال باحثون من الولايات المتحدة إنهم نجحوا من خلال عملية كيميائية معقدة في استخدام خميرة البيرة لصناعة عقار مهم للغاية.

وأوضح الباحثون أن عقار نوسكابين المستخلص من الخشخاش يستخدم في الوقت الحالي في علاج السعال ولكن دراسات عدة أكدت إمكانية استخدامه كعقار مضاد للسرطان.

وعرض الباحثون تحت إشراف كريستينا سمولك من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا في دراستهم التي نشرت نتائجها في مجلة “بروسيدنجز” التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم طريقة لصناعة المادة الفعالة باستخدام التقنية الحيوية.

ويستخدم الإنسان بيرة الخميرة منذ وقت طويل لصناعة مواد غذائية مثل المشروبات الكحولية أو المخبوزات ولكن هناك سعي الآن لإنتاج عقاقير طبية من الخميرة.

وينتج عقار نوسكابين حتى الآن من الخشخاش الذي يستخدم أيضا في إنتاج الأفيون الأمر الذي يتسبب في فرض قيود صارمة في التصنيع.

ولم ينجح العلماء حتى الآن في التوصل لاستخلاص العقار بشكل اصطناعي في المختبر.

ولكن الباحثين عثروا قبل بضع سنوات على عشرة جينات يحتاجها الخشخاش في إنتاج عقار نوسكابين.

ولكن مجرد زراعة هذه الجينات في خميرة البيرة لا يؤدي ببساطة لإنتاج العقار حيث اضطر سمولك وزملاؤه لنقل 25 جينا من الخشخاش ومن البكتريا بل ومن فئران، وكذلك تغيير ستة جينات خاصة بالخميرة حتى تنتج الخبيرة مادة نوسكابين فحصلوا في البداية على كميات ضئيلة من هذه المادة الفعالة لم تتجاوز 120 إلى 230 واحد على مليار من الجرام في كل لتر من المحلول؛ وهو ما اضطر الباحثين لتحسين عملية الصناعة أو ما يسميه الباحثون “تحفيزا للخميرة من أجل مساعدة الإنزيمات للعثور على المواد التي تحتاجها لإنجاز هذا العمل”.

وبذلك غير الباحثون إنزيم نوركوكلاورين الصناعي وهو ما أدى إلى تضاعف كمية نوسكابين المستخلصة.

إضافة إلى ذلك زود الباحثون الخميرة بوسائل هندسة وراثية معززة بمادة NADPH ثم أثروا الوسط الغذائي الذي نمت فيه خميرة البيرة من خلال بضعة مواد إضافية.

وبعد محاولات عديدة تبين للباحثين أن إضافة 2% من سكر العنب و 10% من الجليسرين وهو كحول سكري، أدى إلى إنتاج أكبر قدر ممكن من مادة نوسكابين الفعالة.

نجح الباحثون من خلال جميع هذه التحسينات في زيادة كمية نوسكابين المستخلصة بواقع 18 ألف ضعف لتصل إلى 2ر2 مليجرام في كل لتر محلول غذائي.

وللاستخدام التجاري يجب زيادة تركيز نوسكابين مرة أخرى ليتراوح بين 100 و 1000 ضعف الكمية الحالية حسبما أوضح الباحثون. غير أنهم متفائلون بإمكانية نجاح ذلك.

وقال سمولك إنه يعتزم الوصول بطريقة التصنيع لمستوى النضج التجاري من خلال شركة للتقنيات الحيوية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.