ناقد: الأعمال الرمضانية “مخيبة للآمال” و”كبور” في مرحلة سقوط
مباشرة بعد عرض أولى حلقات الأعمال التفزيونية الرمضانية، تعالت أصوات كثيرة وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي (الفايسبوك) تعبر عن استيائها من “مستوى” هذه الأعمال وخاصة الكوميدية منها.
جريدة العمق المغربي كان لها هذا الحوار مع الناقد الفني الطالبي مصطفى للحديث بشكل “أعمق” عن الأعمال والمشاكل وغيرها من المواضيع.
بداية، ما تعليقك بشكل عام على مستوى الأعمال التلفزيونية التي عرضت في الأيام الأولى من رمضان ؟
بالنسبة للأعمال الكوميدية (السيتكومات) فأعتبرها مخيبة للآمال و مستواها “رديء” جدا، لا شكلا ولا مضمونا ولا وجود لأفكار مميزة، ففي السنوات الفارطة على الأقل كنت تشاهد عملا ذو فكرة جيدة، حتى لو كانت بعض الحلقات ضعيفة.
أما هذه السنة فغابت الأفكار الجيدة ولا وجود لحوار، وحتى بعض الأسماء المعروفة في هذه الأعمال الكوميدية، كنا نتوقع ان تطرح أعمال ذو المستوى ، لكن حصل العكس.
هل تقصد بحديثك السلسلة التي شارك فيها حسن الفذ (كبور والحبيب) ؟
طبعا، فالسلسلة كانت في مرحلة قوة وخاصة في الأجزاء الأولى وبمشاركة الشعيبية، لكن للأسف حاليا “كبور” في مرحلة سقوط، فالعمل دون المستوى ولم يحمل أي جديد يذكر، حيث ظهر بشكل جلي ومنذ الحلقات الأولى أن الفذ كان متعبا ولم يظهر في “أفضل حالاته” هذا العام.
البعض اعتبر أن سلسلة “سوحليفة” استثناء وأنها نقطة ضوء في الأعمال الرمضانية هذا العام.. ما تعليقك ؟
إطلاقا، كما قلت سابقا، جميع الأعمال الرمضانية الكوميدية “مخيبة للآمال”، ولا بد أن يكون التقييم شاملا، فلا يمكن أن نقيم عملا بناء على عنصر واحد فقط.
أفهم أنك تؤكد أنه لا نقطة ضوء في الأعمال التلفزيونية الكوميدية ؟
بالفعل، لا أعتبر أن عملا تلفزيونيا كوميديا تميز هذا العام ليمكن اعتباره نقطة ضوء، فجميعها لم تتضمن أفكار مميزة كما أوضحت سابقا.
هل تعتبر أن “مقاطعة” هذه الأعمال الرمضانية التي دعا إليها ناشطون عبر الفايسبوك حلا منطقيا ؟
بصفتي ناقد، أجد أنه من الضروري متابعة هذه الأعمال الرمضانية بغية تقييمها وطرح بديل، لكن وللأسف “صوتنا” وارائنا كنقاد لا تصل إلى أذان المسؤولين طيلة هذه السنوات.
أما بالنسبة للمشاهدين (عامة الناس) فقد بدؤوا في الدعوة إلى مقاطعة هذه الأعمال.
ما تعليقك على تقارير نسبة المشاهدة في القناة الثانية والتي تقول إن عدد المشاهدات فاق 9 ملايين مشاهدة ؟
أشكك في صدق هذه التقارير وأطرح علامة استفهام حولها، فهذه نسب مشكوك في أمرها .
ومن وجهة نظري “كاميرا شو” التي قيل إنها حققت أزيد من 9 ملايين مشاهدة جاءت مخيبة للآمال وضعيفة جدا و”الكاميرا الخفية” التي تم عرضها في السنوات السابقة كانت أفضل بكثير مما عرض هذا العام .
هل يمكن اعتبار هذه الرداءة (كما وصفتها) سببا لهجر المشاهد للقنوات المغربية ومشاهدة الأعمال العربية ؟
منذ سنوات، بدأت الأعمال العربية تستقطب المشاهد المغربي (بتفاوت طبعا)، لكن يمكننا التساؤل، هل كانت هذه القنوات العربية بدورها على قدر التطلعات ؟
المجتمعات العربية بشكل عام تمر بظرفية سياسية واقتصادية واجتماعية جد صعبة، لذلك لم يعد المشاهد قادرا على متابعة الأعمال التافهة ذات المضامين الفارغة.
بعيدا عن الأعمال الكوميدية، ما تقييمك للأعمال الرمضانية الدرامية ؟
بصراحة، لم أتابع كل الأعمال الدرامية المعروضة هذه السنة، لكن وكما صرحت سابقا، ألاحظ عدم وجود الدراما الأدبية والدراما الدينية والدراما التاريخية، وأنا أتسائل بدوري عن الأسباب.
الدراما الاجتماعية قطعت أشواطا كبيرة و أداء الممثلين تطور، لكن المشكل يكمن في القصص “المتشابهة”.
بما أنك قلت أن أداء الممثلين تطور.. أين يكمن المشكل إذن ؟
ببساطة، الأعمال لا يتم الاشتغال عليها في “الوقت الكافي”، فلا بد أن تبدأ كتابة الأعمال الرمضانية بعد رمضان مباشرة، وهذا ما يحصل في بعض البلدان العربية، كما يجب اختيار الأفضل دائما.